September 20, 2010

أمس إنتهينا

Posted in Arabic, Books - Fav. Selections, Short Story at 12:53 am by Rou...

لأول مرة أفقد خيط البداية… لا أستطيع أن أضع يدي على تلك اللحظة الفاصلة التي إتخذت فيها القرار… أكاد ألا أصدق أنني حقاً نفذته بهذه القوة… من أين أتيت بهذه القسوة…؟

ولكن… كلا… أنا لم أقسو عليك… لقد جنبت عواطفي وفكرت بعقلي… هذا ما حدث…


على مدار السنوات الماضية كان تساؤلي الدائم لنفسي عند كل بعاد بيننا هو… هل الحياة في البقاء معك أم الرحيل عنك…؟ ودائماً وأبداً ما كنت أكرر على مسامع نفسي أنه “قد يكون الموت في الرحيل وليس في البقاء”*… حتى حدث ما حدث…


ألم أعد أحبك…؟ لا أستطيع أن أجزم… ولكن ما أعلمه عن يقين أنني لم أعد أحترمك… نعم لقد سقطت من نظري… في لحظة معينة إنهار جدار الثقة الذي لم يهتز من قبل أبداً برغم كل ما حدث بيننا…


“لما يرجع لحبه الأولاني ما تبقاش خيانة”


تخترق أفكاري جملة صديقتي في محاولات منها لإيجاد المبررات لك… ولكن لا… فأنا أكره الخيانة… ولا أستطيع تحملها ولا غفرانها… حتى وإن لم تخني أنا… فقد خنت نفسك… وخنتها…


الآن تريد العودة…؟ بعد شهر من زواجك بها…؟ أتذكر آخر حديث بيننا من شهور…؟ أتذكر حين سألتك ذلك اليوم فيمن تفكر حين تأخذها في حضنك؛ في أم فيها…؟ لم تستطع الرد يومها وانصرفت… ولم تظهر حتي الأمس…؟ لماذا الآن…؟ هل إشتقت إلي…؟ أم مللتها…؟ أم أنك حقاً كنت تظنني سأقبل بالدور الثاني لحبيبة ترضي بها غرورك ورجولتك الزائفة…؟


أتدري يا صديقي… أشياء كثيرة في هذه الدنيا تذهب وتعود… وأشياء أكثر تذهب ولا تعود… والإنسان لا يدري حقاً مدى قدراته و صموده حتى يكون في قلب الموقف و الحدث… والأيام قد أثبتت لي بما لا يدع مجالاً للشك أنني أقوى بكثير مما كنت أظن…


فإذا كان لنا مع الرحيل موعد فقد حان موعده وما كان له إلا أن يحين… فأحياناً يكون الرحيل أصدق من البقاء… و حتى لا أفقد إحترامي لذاتي كما فقدت إحترامي لك… فقد إنتهى الأمر…


قد لا أستطيع كرهك… فمن يحب لا يكره…
وقد أظل أبحث عن وجهك بين الوجوه… في كل مكان أقصده… في كل طريق أسلكه… في كل حرف أكتبه…
قد لا أمل التفتيش عن إبتسامتك بين كل الضحكات من حولي…
وقد أشتاق لصمتك وسط حياتي الصاخبة…


ولكني… أبداً… لن أعود…


أمس إنتهينا…


رحاب رجائي
في 19 سبتمبر 2010


* رضوى عاشور من رائعتها ثلاثية غرناطة